التحليل النفسي: التأسيس واثبات العلمية ( حالة Anna O بين بروير وفرويد)

محمد أبوخصيب
نعود من جديد للحديث عن علمية “علم النفس” هذه المناظرة التاريخية التي انطلق صداها منذ بداية القرن العشرين وخصوصا ما خاضه واجهة التحليل النفسي “سيغموند فرويد” من نقاش قوي حول علمية هذا المجال، خصوصا أن فرويد وضع قواعد أشبه بقواعد العلوم الطبيعية في إطار التشخيص، فكانت الحالة المعروفة بـ “Anna O” المؤسس لتوجه كامل.
ملخص الأحداث أن “فرويد وصديقه عالم الأعصاب بروير” استطاعوا الوصول إلى نتيجة مفادها “معالجة المكبوت لحل المشاكل العضوية” أي العلاج عن طريق الكلام.
الحالة العامة للوضعية أنها إنسانة كانت تعاني عجزا وتشوهات بمختلف أعضاءها، علما أن الحالة بدأت في التطور أثناء مرض والدها.
أثناء متابعة “بروير” للحالة بدأ في كل مرة يصل إلى نتائج مختلفة من خلال الغوص في عمق الذكريات والأحلام وما تمثله للإنسان من ثقل داخلي فكان كل مرة تتذكر فيها حدثا معينا يتعلق ببداية تأثر عضو تكون النتائج بعد الحصة ذهاب العجز نهائيا وهكذا دواليك.
ان حالة Anna o تظهر الحد الذي وصل اليه علم النفس قبل قرابة قرن من الزمن في الوقت الذي لازال البعض يحاول إثبات أن علم النفس وبالضبط التحليل النفسي ليس سوى دجل مبني على وهم صنعه فرويد منعزلا عن كلّ الديناميكيات الموجودة.