المريد البودشيشي يحسم المعادلة: سيدي منير شيخي

محمد أبوخصيب
شهدت الأيام الأخيرة تقاطر بلاغات من مريدي الزاوية القادرية البودشيشية عبر جميع ربوع المملكة، تؤكد تشبثهم الراسخ بالوصية الشرعية والتمسك بالشيخ سيدي منير القادري بودشيش. هذه البلاغات التي وصلت من مختلف الجهات والأقاليم، تعكس عمق الارتباط الروحي بين المريدين وشيخهم الشرعي، وتؤشر على وعي جماعي عميق بأهمية الحفاظ على الإرث الروحي الأصيل. الظاهرة اللافتة أن هذه البلاغات جاءت بصورة تلقائية دون تنسيق مسبق، مما يدل على قوة الرابطة الروحية وصدق الانتماء. هذا التحرك الواسع يعكس رفض المريدين الحقيقيين لأي محاولة للمساس بالشرعية الروحية المتجذرة في الوصية الربانية.
وتصدرت المدينة العلمية فاس والعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء المشهد الروحي، حيث نظم مريدو الزاوية لقاءات ربانية داخل الزوايا المحلية في أجواء احتفالية مهيبة. هذه اللقاءات التي رفع فيها شعار “لا شيخ سوى العارف بالله سيدي منير”، تحولت إلى مناسبات روحية عميقة تغنى فيها المريدون بشيخهم كقطب صوفي عارف بالله في زمانه. الأهمية الرمزية لاختيار هاتين المدينتين تكمن في مكانتهما التاريخية والروحية، فاس كعاصمة للعلم والتصوف، والدار البيضاء كقلب اقتصادي نابض، مما يعطي للحدث بعدا وطنيا شاملا. هذا التحرك المنظم يؤكد أن الشرعية الروحية لا تحتاج لإثبات خارجي، بل تنبع من القناعة الداخلية والإيمان الراسخ.
وتكشف هذه التطورات عن نضج واع في الوسط الصوفي المغربي، حيث يبدو المريدون أكثر قدرة على التمييز بين الأصيل والدخيل، وأكثر تمسكا بالمرجعية الشرعية المؤسسة على الوصية الربانية. هذا الحراك التلقائي والمتزامن عبر مختلف مناطق المملكة يؤشر على قوة التماسك الداخلي للطريقة وعمق جذورها في الضمير الشعبي المغربي. الدلالة الأعمق لهذه الأحداث تكمن في أنها تعيد تأكيد دور التصوف الأصيل كحصن روحي ضد محاولات التلاعب والاستغلال. إن ما يحدث اليوم يؤكد أن الطرق الصوفية الحقيقية تحمل في ذاتها آليات الحماية والتجديد، وأن المريد الواعي هو خير حارس للتراث الروحي الأصيل تحت ظل إمارة المؤمنين التي تعد الحامي الأول للدين والتدين بالمملكة الشريفة.