رد المغاربة يدفن أحلام لوموند الكولونيالية.. والملكية تقود مركب التنمية بثبات

محمد أبوخصيب
تحمل صحيفة “لوموند” الفرنسية في جيناتها الإعلامية بصمة العقلية الكولونيالية الفرنسية منذ نشأتها عام 1944 بطلب مباشر من الجنرال شارل ديغول، عراب الجمهورية الرابعة والخامسة. فقد أُسست هذه الصحيفة كأداة للبروباغاندا الإعلامية المقننة تحت غطاء المصداقية المزعومة، بهدف إعادة بناء صوت إعلامي “حر” بديلا عن جريدة “Le Temps” التي فقدت مصداقيتها بسبب تعاونها المشين مع حكومة فيشي النازية. وهكذا ولدت “لوموند” كابنة شرعية للمشروع الكولونيالي الفرنسي، محملة برسالة واضحة: الترويج للفكر الفرنسي والنفوذ الثقافي والسياسي الفرنسي في العالم، وتحديدا في المستعمرات السابقة وافريقيا.
لا تزال هذه العقلية الكولونيالية حاضرة بقوة ضمن الديمومة النفسية لصحيفة “لوموند”، والتي تجلت بوضوح في محاولاتها المتكررة لتشويه صورة الملكية المغربية وتقديمها ككيان تقليدي عاجز عن مواكبة التطورات الحديثة.
غير أن هذه المحاولات اليائسة اصطدمت بجدار صلب من الرد المغربي القوي والمنظم، الذي فاق كل توقعات الآلة الإعلامية الفرنسية. فالمغاربة، من مختلف طبقاتهم وانتماءاتهم، وقفوا صفا واحدا في الدفاع عن ملكيتهم، مؤكدين للعالم أن المحاولات الكولونيالية الجديدة لن تجد لها مكانا في المغرب الحديث والمتطور.
إن خصوصية الملكية المغربية تنبع من جذورها التاريخية العميقة وإجماع الشعب المغربي عليها، فهي ليست مجرد نظام سياسي، بل مؤسسة حضارية تجسد الهوية المغربية الأصيلة. وقد برز هذا الإجماع الشعبي بوضوح في قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس للعجلة التنموية بالمملكة، من خلال مشاريع عملاقة غيرت وجه المغرب وجعلته قوة إقليمية وقارية مؤثرة. من الطاقات المتجددة إلى البنية التحتية المتطورة، ومن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى الدبلوماسية الاستباقية، أثبت المغرب تحت القيادة الملكية الحكيمة أنه قادر على المزج الخلاق بين الأصالة والحداثة.
هذا التطور المغربي المتسارع والنجاح الباهر للنموذج التنموي المغربي لم تستسغه بعض الجهات داخل المؤسسة الفرنسية، التي لا تزال تحن إلى زمن الهيمنة الكولونيالية، فلجأت إلى ورقة “لوموند” لتشويه الصورة المشرقة للمغرب وملكيته الدستورية العريقة. لكن الواقع المغربي المعاصر يؤكد عكس ما تروج له هذه الآلة الإعلامية المنحازة، فالمغرب اليوم يحتل مكانة متميزة على المستوى القاري والإقليمي والعالمي، ويعتبر نموذجا للاستقرار والتنمية والحداثة في منطقة تعج بالتحديات.
إن فشل “لوموند” في النيل من الملكية المغربية يؤكد أن زمن الهيمنة الإعلامية الكولونيالية قد ولى، وأن المغرب الجديد قادر على مواجهة كل المحاولات التشويهية بقوة الحقائق والإنجازات.