Uncategorized

رسالة موجهة من الشيخ سيدي جمال بودشيش إلى الوزير أحمد توفيق تحسم الجدل وتؤكد شرعية خلافة سيدي منير

محمد أبوخصيب 

تقف رسالة المرحوم الدكتور الشيخ سيدي جمال الدين القادري البودشيشي إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور أحمد توفيق كوثيقة حاسمة وقاطعة في وجه كل من تسول له نفسه المساس بالشرعية الروحية للطريقة القادرية البودشيشية. هذه الرسالة، المؤرخة والموقعة بخط يد الشيخ الراحل نفسه، تمثل الكلمة الفصل في قضية الخلافة، حيث يؤكد فيها الشيخ بوضوح لا لبس فيه على انتقال السر الرباني والمشيخة إلى ولده الأكبر سيدي منير. إن هذه الوثيقة ليست مجرد رسالة عادية، بل هي شهادة رسمية من الشيخ أمام أعلى سلطة دينية في المملكة، مما يضفي عليها قدسية مضاعفة وشرعية لا يمكن الطعن فيها أو تجاهلها.

تكشف الرسالة عن عمق الفهم الصوفي لدى الشيخ الراحل حين يتحدث عن “السر” و”انتقال السر من روح إلى روح” باعتباره “من اختصاص هذا المقام السني”. هذا المفهوم العميق يضع خطاً أحمر واضحاً أمام كل من يحاول التلاعب بالشرعية الروحية أو ادعاء حقوق لا أساس لها من الصحة. فالسر الصوفي، كما يؤكد الشيخ، “لا يقطع فيه ولا يبت إلا من تأكد لزومه الأدب ولم يفارقه التعظيم لأفعال أهل الله وأقوالهم وإشاراتهم”. وبهذا التأكيد الصريح، يقطع الشيخ الطريق على كل المدعين والمتطفلين الذين يريدون أن يدخلوا في أمور ليست من اختصاصهم، مؤكدا أن الوصية “وقاية واحتياط” من هؤلاء المدعين والدجالين الذين “لا تثبت ولا ترقى إلى مستوى المشافهة”.

إن توجيه هذه الرسالة إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور أحمد توفيق، وأحد مريدي الطريقة، يضفي على الوصية بعدا رسميا ووزنا اعتباريا كبيرا. فالشيخ الراحل لم يكتف بالوصية الداخلية، بل أراد أن يوثق انتقال المشيخة أمام أعلى سلطة دينية في المملكة، مما يجعل من أي محاولة للطعن في هذه الشرعية تحديا صريحا لإرادة الشيخ المعلنة رسميا. والأهم من ذلك أن الرسالة تؤكد أن هذا الانتقال تم “أمام جمع غفير من الفقراء بفرق حد التواتر”، مما يعني أن المسألة ليست سرية أو خفية، بل معلنة ومشهودة من مئات الشهود الموثوقين. هذا التوثيق المزدوج – الرسمي أمام الوزير والشعبي أمام الفقراء – يجعل من أي ادعاء مخالف مجرد هراء لا قيمة له.

وتقف هذه الوثيقة اليوم كسيف مسلط على رقاب كل من تسول له نفسه الادعاء الكاذب أو محاولة زعزعة الشرعية الثابتة. فكلمات الشيخ الراحل واضحة وصريحة: “لا يدري عن السر والإذن شيئا إلا ما جاد به عليه شيخ عارف بالله واصل موصل”. وبهذا التأكيد، يضع الشيخ معيارا واضحا للشرعية الصوفية لا يمكن لأحد أن يتجاوزه أو يتلاعب به. 

إن محاولات بعض الأطراف اليوم التشكيك في هذه الوصية الواضحة أو ادعاء شرعيات مزيفة تصطدم بهذا النص الصريح والقاطع. فالشيخ الراحل، بحكمته وبصيرته، توقع مثل هذه المحاولات ووضع لها الحدود الواضحة، مؤكدا أن الطريقة “نعمة مهداة وبضاعة مجازة” لا يمكن لأي كان أن يدعيها أو يتلاعب بها. 

وختاما، فإن هذه الرسالة التاريخية تقف اليوم كشاهد عدل على الحق الثابت والشرعية الراسخة لسيدي منير، وكل محاولة لتجاهلها أو التقليل من شأنها هي في الحقيقة تحد صارخ لإرادة الشيخ الراحل وتجاهل فاضح للشرعية الصوفية الأصيلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى