هجوم حوثي على المغرب.. استهداف جديد في سياق الأجندة الإيرانية بالمنطقة

في خطوة عدائية جديدة، شن عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن، المدعومة من إيران والمصنفة كمنظمة إرهابية من قبل عدة دول، هجومًا لاذعًا على المواقف الرسمية المغربية تجاه القضية الفلسطينية. الحوثي، في خطاب متلفز عبر قناة “المسيرة”، وصف المغرب بـ”العميل والخائن والمتواطئ مع العدو الإسرائيلي”، منتقدًا ما أسماه “رفع مستوى التعاون الاقتصادي بين المغرب وإسرائيل”.
البراق شادي عبد السلام، خبير دولي في إدارة الأزمات وتحليل الصراعات، اعتبر هذه التصريحات “تطاولا على الاختيارات الاستراتيجية للمغرب وتجرؤا على مؤسساته السيادية”، مشيرًا إلى أنها تأتي في إطار تنفيذ إيران لأجندتها التوسعية في العالم العربي، باستخدام أدواتها الميليشيات الوظيفية في العراق واليمن وفلسطين ولبنان. وأضاف أن هذه التصريحات محاولة إيرانية للتشويش على الأدوار البارزة التي تقوم بها المملكة المغربية في الدفاع عن القضية الفلسطينية من منظور واقعي، بعيدًا عن المواقف الشعبوية التي تتبناها طهران وأذرعها المسلحة.
وأكد الخبير أن “خطاب الحوثي ليس إلا جزءًا من الدعاية التي تتبناها الميليشيا في محاولة لتعزيز وجودها كلاعب أساسي في التوازنات الإقليمية”، رغم أنها “مجرد أداة بيد إيران، تفتقد للاستقلالية وتُستخدم لدعم مصالح طهران في مساعيها لتحقيق طموحاتها النووية والإقليمية”.
على صعيد آخر، أشار سعيد بركنان، محلل سياسي، إلى أن هذه الاتهامات تأتي في سياق حملة أوسع تستهدف المملكة المغربية، تقودها منابر إعلامية تروج لادعاءات مغرضة حول رفع المغرب لمستوى تعاونه العسكري مع إسرائيل. بركنان ربط هذه الحملة بالمحور الجزائري-الإيراني وأذرعه التنفيذية مثل حماس وحزب الله والحوثيين، مضيفًا أن موقف المغرب الداعم لحل سياسي عادل ودائم للقضية الفلسطينية يُعد تهديدًا مباشرًا لأجندات هذه الأطراف التي تسعى لتعزيز نفوذها عبر العمل العسكري.
وفي هذا السياق، أكد بركنان أن موقف المغرب من القضية الفلسطينية كان ولا يزال واضحًا، إذ يدعو إلى سيادة السلطة الفلسطينية على كامل الأراضي الفلسطينية ورفض تواجد أي جماعات مسلحة تابعة لأجندات خارجية، مما يفسر الاستهداف المستمر للمملكة من قبل هذه الأطراف.